فاتحة
(اضغط هنا لتقرأ تقييم الفيلم الأول Batman Begins)
«لمَ كل هذه الجدية؟»
الجوكر
فارس الظلام The Dark Knight، أفضل أفلام باتمان، بل هو أعظم أفلام الأبطال، وأحد أفضل الأفلام في التاريخ!
فارس الظلام ليس مجرد فيلم عن الأبطال الخارقين، بل تحفة سينمائية تجاوزت حدود النوع. عمل يأسر الفكر والمشاعر معاً، يجمع بين قصة مشوقة، وأداء مذهل، ورؤية فلسفية عميقة حول الخير والشر. ليس مجرد فيلم أعجبني، بل تجربة غيرت مفهومي عن السينما وما يمكن أن تقدمه.
ما الذي جعله مميزاً لهذه الدرجة؟ لنبدأ….
معرفة الحق والباطل ليست دائما سهلة
«إما أن تموت بطلاً أو تعيش لترى نفسك تصبح الشرير»
هارفي دينت
يتفادى دارك نايت تبسيط الفضيلة كما تفعل معظم أفلام الأبطال. هذا أحد أوجه نضجه وعبقريته!
تلك الأفلام تفصل بين البطل والشرير بوضوح يقارب السخافة كما في بقية الأفلام ومنها Batman Forever، والذي مثلاً في بدايته نرى هارفي ذو الوجهين يمارس الجريمة، والمدينة تَفزع والشرطة تتجمع وحولهم المدنيون الخائفون، وإذا بباتمان يقتحم متعلقا بحبل مثل طرزان فيشير إليه أحد المدنيين ويصيح بفرحة: “باتمان!”. وفي أول Batman & Robin الصحفيون متحلقون حول “بروس وين” وتأتي إحدى الشريرات متخفية لتنشر بعض الأقاويل التهديدية فتقول لها صحفية معروفة: باتمان وروبن سينقذوننا لو حصل شر.
لا مجال للريبة هنا، الخير والشر مفصولان واضحان، الشرير والبطل يُعرفان بلا شك، لكن في الحقيقة أن الحياة ليست بهذه البساطة، وهذا ما تراه في دارك نايت، فليس هناك إجماع على خيرية باتمان، بل بعض أهل المدينة يرونه مجرما لأنه كما يقول أحد المحللين يمارس أنشطته خارج إطار القانون مثلما يفعل الجوكر فيصعب التفريق بينهما للكثيرين، وتظهر مشكلة أخرى وهي التقليد، فهدف بروس وين هو إلهام غوثام بالأمل الذي كادت تفقده بسبب انتشار الجريمة والفساد، ولكن هذا حدا بالبعض أن يلبس مثل باتمان ويقتحم أوكار المافيا ويطلق النار (غير مدرك أن باتمان لا يستخدم الأسلحة النارية) مما يتسبب في مقتل بعضهم، هل باتمان هو الملوم هنا؟ أم سذاجة المقلدين؟ الفلم لا يجيب ببساطة.
هل الصدقُ خيرٌ في حد ذاته؟
«أحياناً، الحقيقة لا تكفي. أحياناً، الناس يستحقون ما هو أفضل».
باتمان
يشيع اعتقاد عند البشر أن الحقيقة مقدسة في ذاتها، وأنه في 100% من الحالات فالصدق أفضل من الكذب، لكن دارك نايت يعطي نفحة من عدم اليقين كالعادة!
بسبب ظروف معينة – لن أذكرها لكيلا أحرق الحبكة – فإن شريرا يقتل أبرياء ويقرر باتمان أمام رئيس الشرطة جيم غوردون أن يضحي باسمه وسمعته بأن يقبل أن يُتَهَم بها وأن يحمل ذنبها، وذلك حفظا لسمعة القاتل الحقيقي الذي يحبه الناس وأثار لديهم الأمل، ويضطر رئيس الشرطة أن يقبل ذلك وأن يأمر رجاله بالبحث عن باتمان والقبض عليه. لماذا فعل باتمان ذلك؟ يقول باتمان لرئيس الشرطة: “إن الناس يستحقون ما هو أفضل من الحقيقة”.
أفضل من الحقيقة! سيستنكرها البعض، وهل هناك أفضل من الصدق؟ نعم، الكذب أحيانا لا مفر منه لتفادي مصائب، وهناك استثناءات أخلاقية حتى في الأديان تسمح بالكذب إذا كان سيدرأ المضار الكبيرة.
هارفي ذو الوجهين، ومعضلة تعارض الأخلاقيات والانتقام
«العالم قاسٍ، والأخلاق الوحيدة في عالم قاسٍ هي الصدفة».
هارفي دينت
الشرير الأول هو الجوكر، وهارفي دينت الشرير الثاني هنا، لكنه في أصله لم يكن شريرا، بل كان بطلاً.
هو نائب الادعاء الذي حارب الجريمة، وببسالة أمر بالقبض على رؤوس الإجرام رغم قوتهم وتغلغلهم في الشرطة والسياسة والقضاء، عرّض حياته للخطر بسبب ذلك، ونجا من محاولات اغتيال، إنه الفارس على الحصان الأبيض، أتى لينقذ غوثام من الجريمة والفساد، رمز الخير، وجه النزاهة، إمام الحق. كيف يتحول مناضل شريف كهذا إلى شرير؟ كيف ينقلب شخص رآه الجميع كالمخلّص؟ حتى باتمان نفسه رأى أن هارفي هو الأمل لدرجة أنه فكر أن يترك مكافحة الجريمة في الشوارع! لأن هارفي فعل ذلك في المحاكم وباستخدام القانون وسلطة المدينة الشرعية.
سبب الانتكاسة موقف صادم شديد الألم تعرض له هارفي على يد الجوكر، شعر فيه بالغدر، أن الجميع خانه، المدينة التي ضحى لها تركته وحيدا، بعض فاسدي الشرطة تعاونوا مع الجوكر ورؤوس الإجرام ليخونوه ويتسببوا في مقتل أحبابه وهو يسمع صوت الأحباب يودعونه قبل مهلكهم، موقف مريع، وانتكس هارفي بعدها، هدفه الآن الانتقام بضراوة من كل من شارك في الجريمة، بل حتى رئيس الشرطة النزيه جيم غوردون وباتمان لا ينجوان، لا يفيد الوعظ ولا تذكير بتاريخ هارفي النبيل، لا يهمه الآن حق ولا باطل، يهمه شيء واحد: كيف أنتقم من كل من شارك في الجريمة حتى ولو بمجرد الإهمال أو الخطأ؟ إنه تصوير حاذق لمعضلة أخلاقية، ماذا تفعل لو كنت مكانه؟ سيقول الكل: لا يمكن أن أفعل ما فعل هارفي مهما حدث لي! أنا ذو مبادئ!
لكن الحقيقة شيء آخر، الكل يقول مثلا أنه لن يأخذ رشوة مهما كانت الظروف لكن بعضهم إذا وُضع على المحك وعُرِضت عليه رشوة أخذها إذا شعر أنه سينجو بفعلته، ويسميها بغير اسمها طبعا ويجد لها المسوغات، المبادئ تتلون حسب الظروف. هارفي يفشل في الاختبار الأخلاقي، لكنه أفضل من غيره، الكثير من الناس لو كان مكانه لفعل أشد مما فعل، لربما قتل ودمر عشوائيا لينفث لهيب غيظه على الجميع كما يفعل المضطهدون في العادة عندما يتمكنون، أما هارفي فحاول أن ينال ممن تلطخت أيديهم بدم أحبابه، وإن كان هذا يطال أحيانا الأطفال والأبرياء.
هذا التصوير المركب والعميق يتعاكس مع تصوير هارفي في فلم باتمان للأبد والذي أتى فيه هارفي كمختل جنوني لا هدف ولا تفكير في أفعاله، هنا في “دارك نايت”، هارفي يتمخض من تجربة شديدة الألم والصدمة، تجربة حتماً ستغير كل إنسان يمر بها، ربما البعض ينهار ويصاب باكتئاب، ربما ينتحر، ربما يَقوى ويزيده الألم صلابة، والبعض يفعل ما يفعل هارفي، ينتقم من المجتمع. ومن يفعلون ذلك تجدهم يبررونها لأنفسهم تبريرات مقنعة، فمثلا عندما يوشك هارفي أن يقتل طفلا عمدا فإنه يترك القرار لعملته المعدنية التي يستشيرها في كل شيء، يقذفها وإذا استقرت على الوجه ينجو الضحية، إنه يرى أن الحظ هو العدالة الوحيدة في العالم، الذي حصل لهارفي شر محض، لكن هارفي يعطي فرصة للشخص أن ينجو، وهذه الاحتمالات العمياء عدالة مطلقة في رأيه الآن لأنها لا تتحيز ضد أحد، تُعامل الوضيع كالوجيه، لا تَفرقة.
هل باتمان يرى نفسه شريرا؟
«باتمان لا حدود له».
بروس وين
في حوار على العشاء بين هارفي ومحبوبته ريتشل (بحضور بروس وين)، يدور هذا الحوار:
هارفي: عندما كان أعداؤهم على الأبواب، كان الرومان يوقفون الديمقراطية مؤقتا ويعينون رجلاً واحداً لحماية المدينة. لم يكن تشريفا، بل تكليفا.
ريتشل: هارفي، إن آخر رجل عيّنوه لحماية الجمهورية كان اسمه قيصر، ولم يتخلَّ عن سلطته أبدًا!
هارفي: حسنًا، أعتقد أنك إما أن تموت بطلاً أو تعيش طويلًا بما يكفي لترى نفسك تصبح الشرير. أيًا كان باتمان، فهو لا يريد أن يقضي بقية حياته يفعل ما يفعل ما يفعل الآن. وكيف ذلك؟ باتمان يبحث عن شخص آخر ليَخلفه.
فهل هذا مصير باتمان؟ لكي يحدد مكان الجوكر يستخدم باتمان تقنية سرية تتنصت على كل هاتف خلوي في المدينة، مخالف للقانون والأخلاقيات، لكن باتمان يشعر أنه مضطر لذلك لينقذ حياة الناس، مقترباً من مثال ريتشل، فهل صار هو قيصر؟ لقد حصل على سلطة مفرطة بهذه التقنية، صحيح أنه سيستخدمها في الخير لكن ما هي النهاية؟ كم مقدار النفوذ الذي يمكن أن تعطيه إنسانا قبل أن يفسده هذا كله؟ هل سيأتي لكل بطل ومناضل موقف يختار فيه ما بين التضحية أو إكمال العيش لتتغير مبادئه؟
باتمان اضطر لذلك بسبب شرير فائق الذكاء، وهو…
الجوكر
«بعض الناس لا يريد سوى أن يرى العالم يحترق».
ألفرد
أشهر الأشرار على الإطلاق.
رأيته أول مرة في بوستر لدى ابن خالي في طفولتي، لم أعرف عنه أي شيء، لكن رسخ اسمه وشكله في بالي، ثم قرأته في قصص باتمان المصورة (كوميكس) ورأيته في فلم باتمان الذي أُنتِجَ عام 1989م، أدّاه جاك نيكلسون ببراعة، وظل تمثيله لشخصية الجوكر هو الأفضل، إلى أن أتى فلم The Dark Knight عام 2008م، يمثل فيه “هيث ليجر” شخصية الجوكر بتصوير عظيم بحق، وصار هذا هو المعيار الذهبي الآن لتصوير الجوكر، والفضل لتمثيل هيث وإخراج كريستوفر نولان والكتابة الممتازة التي برعت في تصوير فلسفة الشر.
قبل أن نتفصل في ذكر هذه الفلسفة، لا يمكن أن أكتب هذا التقييم بدون أن أذكر موسيقى الجوكر، وهي من براعتها تحولت من مجرد موسيقى إلى شخصية مستقلة! تسمع هذه الموسيقى عند ظهوره، تبدأ بطنين مؤذٍ، يتضخم ويتورم إلى أن يصل إلى طبقة رفيعة، تدرك الآن أنه ليس مجرد صوت مزعج في الخلفية، ينقطع الإزعاج ويبدأ الكمان الهادئ، تناقض! لكن بعد برهة تلاحظ في الخلفية صوتا حادا غريبا، لن تعرفه بمجرد السماع لكنه صوت مقصود أن يزعجك هكذا، وهو صوت شفرة تحك أوتار الكمان! أنتجَ هذا ذبذبة الخطر التي تسمعها إذا أتت مشاهد الجوكر، تصاحبها نغمة بيانو منخفضة لكن مظلمة مكفَهِرَّة مشؤومة، ينغزك جوفك الآن بقلق واضطراب.
الآن، ماذا يريد الجوكر؟
في باتمان الأول كان غرضه بسيطا، وأساليبه فوضوية و “شوارعية”، يريد فقط ترويع وزعزعة غوثام، يضع سمّاً في منتجات العناية والتجميل المطروحة في الأسواق، يفسد لوحات كلاسيكية في متحف فني، وأعمال مشابهة لذلك. لا يبدو أكثر من معتوه طفولي. لكن هنا في دارك نايت…إنه شرير بحق. صحيح أنه ينسف ويقتل لكن ليس عشوائيا، ولا يفعل ذلك على نطاق صغير مثل متحف أو حي بل على نطاق مدينة ضخمة، ولغرض خبيث فعلا: إنه يريد أن يقتل مبادئ الخير. يريد أن يُري الناس أن مبادئهم وأخلاقهم ليست إلا واجهة مزيفة، سرعان ما ينبذونها فور أن يخالطهم الخوف، ويصنع بذكائه وتخطيطه المحكم مواقف لباتمان وللشرطة ولعامة الناس ترغمهم أن يختاروا خيارا مصيريا.
مثلا، ستنفجر قنبلتان وكل واحدة ستقتل شخصا هاما في حياة باتمان، والمكانان متباعدان، من ينقذ؟ حبيبته أم صديقه؟
هناك سفينتان وعلى إحداهما مساجين والأخرى أناس عاديون، كل سفينة ملغّمة، جهاز الإرسال الذي يفجر كل سفينة موجود على السفينة الأخرى، بعد ساعة ستنفجر السفينتان إلا إذا قررت إحداهما ضغط الجهاز ونسف السفينة الأخرى، حينها فإن السفينة التي تتخذ هذا القرار البشع هي التي تنجو، ماذا تفعل لو كنت في موقف كهذا؟
يصنع الجوكر هذه المواقف ليضع الأخلاق على المحك، إنه لو اكتفى بالتفجير والقتل لما اختلف عن أي مجرم، لكنه هنا يتغلغل في عمق المجتمع لينزع قلبه النابض ويجعل الأخلاق تنتحر، إذا فقد الناس أحبابهم على يد مجرم حزنوا، لكن يوقن المرء أنه على الصواب وأنه تعرض لفتنة وابتلاء على يد إنسان خبيث، وأن المجرم سيلقى جزاءه العادل إما هنا أو في الآخرة، صراع بين الخير والشر لا جدال فيه، لكن ماذا لو أن المجرم أرغم شخصا على أن يختار بين قتل شخصين بريئين؟ إنه شيء لا يتعافى منه المرء أبدا!
يقول الجوكر: “أخلاقيات الناس ومبادئهم ليست إلا نكتة سخيفة، سرعان ما يتخلون عنها عند أول مشكلة، إنهم ليسوا صالحين إلا إذا أتاح لهم العالم ذلك”. الجوكر لا يريد المال، إنه كما قال مساعد باتمان الأمين ألفرد: “البعض لا يريد إلا أن يرى العالم يحترق”. في أول لقاء بين الجوكر وبين زعماء العصابات يعرض عليهم خدمته وهي أنه سيقتل باتمان، ولما سألوه عن الثمن الذي يريده قال: “النصف”. كلمة طريفة، نصف ماذا؟ كأنه يقول إنه يريد نصف أموالهم كلها. لكن كما نرى لاحقا عندما يحرق الجوكر جبلا من الأوراق النقدية أمام جزع وتحسّر زعماء المافيا فالمال لا يعني له أي شيء، إنه يريد رؤية العالم يحترق.
نرى بوادر نجاحه، إنه يغيّر أخلاق المدينة فعلا بدءا بأفضل أهلها: هارفي دينت و باتمان. هارفي نرى تغييره الكامل بعد صدمته، وباتمان يُلقي أحد رؤساء العصابات وهو “سالفاتور ماروني” من طابق لتنكسر ساقه كي يجبره أن يتكلم ويعطيه معلومات عن الجوكر، شيء ما كان باتمان ليفعله من قبل! لقد أرغمه الجوكر على أن يخالف مبادئه عدة مرات، إنه يستخدم العنف المفرط الآن، والتجسس على الناس. في ساعتها فإن لهذه الأمور مبررات أخلاقية، لكن فيما بعد، شخص مثل باتمان – إنسان ذو مبادئ أخلاقية عالية – سيتحسر على ما فعل ويشكك في صلاح نفسه. والجوكر يعرف هذا.
هذا جزء من عبقرية ثلاثية كريستوفر نولان، إن المواقف الحاسمة ليست خيارا سهلا بين الخير والشر، ليست مثل ضحكات تومي لي جونز الجنونية في Batman Forever وهو يمارس الشر الواضح الصفيق بلا سبب إلا لأنه شرير، هنا في دارك نايت معضلات أخلاقية بالغة تجعل الحليم حيرانا.
حتى باتمان نفسه وهو رمز الخير والعقل – بعد أن يتعرض لعدة مواقف وضعها له الجوكر – وبعد مأساة يجلس صامتا، ويتأمل ما حصل، الخيار الشنيع الذي أجبره عليه الجوكر، وفي ألم وصمت لا يدري هل أصاب أم أخطأ في قراره الذي تسبب في مقتل أبرياء، يسأل بروس معاونه ألفرد: هل أنا المتسبب في قتلهم؟
في الأفلام سابقا كان المشاهد يجيب ببساطة: لا طبعا، أنت على الحق. لكن الآن، حتى نحن المشاهدون قد نحتار في الإجابة!
يا لعبقرية السرد والإتقان المدهش!
خاتمة
«أنا وأنت مُقدَّر لنا أن نفعل هذا إلى الأبد!»
الجوكر (مخاطباً باتمان)
فارس الظلام ليس مجرد فيلم أبطال خارقين، بل دراسة في الأخلاق، في الفوضى، في الطبيعة البشرية. أتى على الساحة ورفع سقف التوقعات للأفلام، ليس فقط في عالم الأبطال، بل في السينما ككل. حين تنتهي من مشاهدته فإنك لا تشعر أنك شاهدتَ فيلمًا، بل خُضتَ تجربة، تجربة تجعلك تتساءل عن قيمك، عن أخلاقياتك، عن الخط الفاصل بين الخير والشر. فيلم The Dark Knight ليس مجرد معيار جديد، بل تحفة سينمائية ستظل محور نقاش لسنوات قادمة. هل أنت مستعد لمواجهة أسئلته؟