هل هذه أعظم قصة حب إنجليزية؟ ربما!
قصة حقيقية حصلت في القرن الميلادي الماضي، بطلها الأمير إدوارد الثامن. وُلِد إدوارد في عهد الملكة فيكتوريا، وهي من أقوى ملوك إنجلترا وأعظمهم إنجازا وتأثيرا، وصار أمير ويلز وهو ابن 16 بعد أن تولى أبوه المُلك، والذي توفي فيما بعد وصار إدوارد ابن الأربعين هو ملك بريطانيا، وحينها تبدأ قصته الفريدة!
منذ البداية اختلف إدوارد عن أسلافه، فهو يتبرّم من البروتوكولات الرسمية ويضيق بها، مما أثار انزعاجا في البلاط الملكي، بالإضافة للامبالاته بالتقاليد الدستورية. لكن القضية الكبرى ظهرت فقط بعد أشهر من مُلكه، وهي عندما طلب يد “واليس سيمبسون” للزواج، والمشكلة أنها ليست إنجليزية بل أميركية، وليس هذا فحسب بل هي مطلقة سابقا وهي مع زوجها الثاني والذي تطلب منه الطلاق، وهذا ما أثار غضب واعتراض الوزراء والساسة، والذين قالوا إن امرأة مطلقة مرتين ولها طليقان حيّان غير صالحة أن تكون زوجة الملك، وهذا أيضا يتعارض مع كون ملك إنجلترا هو رئيس الكنيسة الإنجليزية، والتي وقتها حرّمت الزواج بعد الطلاق لو كان المطلّق حيا.
هددت الحكومة الإنجليزية بالاستقالة لو أن الملك إدوارد مضى قدما في الزواج، واستقالة الحكومة تعني ضررا بالغا بسمعته السياسية لا يمكن إسعافها، فلما رأى ذلك فعل شيئا فريدا: تنازل عن المُلك.
صُدِمت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وذُهل بقية العالم، فهذا ملك الإمبراطورية الإنجليزية، أقوى رجل في العالم مُلكا ونفوذا، الذي يمكنه أن يحصل على أي شيء يريده، يتنازل عن عرش ربما أعظم إمبراطورية رآها كوكب الأرض، من أجل امرأة.
ما رأيك فيما فعله الملك إدوارد؟ ما تزال القصة تثير التعجب، فالبعض يرى أنه أخطأ، والبعض يرى أنها أعظم قصة رومانسية، قصة الملك الذي ترك عرشه.. من أجل الحب.