فرقة The Beatles البريطانية من أضخم الظواهر الموسيقية في القرن الماضي، حظيت بنجاح وشهرة وتأثير هائل، بل كلمة “هائل” لا تعطيهم حقهم. في ذروة نجاحهم ظهر أحد أفراد الفرقة وقال: نحن الآن أكثر شعبية من المسيح!
وندم هو والثلاثة الآخرون من أفراد الفرقة لما زالت السكرة بعد بضعة أيام وانفجر الناس غضبا وصبوا عليهم العدوانية والشتائم والمقاطعات -خاصة في أميركا الأكثر تديناً من بريطانيا التي لا تكترث بالدين- وانهال عليهم السخط وظهر الناس في الشوارع يحرقون ألبوماتهم ونادوا بعدم شراء موسيقاهم وإزالتها من محطات الإذاعة. كم كانت الفرقة في غنىً عن ذلك!
ومثلهم من يدخل في معارك لا يحتاجها، كمن تجده على برامج المحادثة أو الإنترنت في نزاعات مستمرة مع مشجعي الفرق الأخرى، ينافح عن فريقه كأنه يدافع عن دينه، بل إن أحدهم أوصل المسألة للمستوى الديني فعلا عندما قال في فورة غضبه أن مشجعي الفريق الآخر كلهم كفار! معركة خسر فيها الجميع جهدهم ووقتهم وراحة بالهم.
المشاهير من أكثر الناس الذين يجب أن ينتبهوا من هذا لأنهم يسهل استدراجهم من قِبل صحفي مغرض يريد فرقعة إعلامية، وأتذكر أحد المغنين لما أتاه سؤال في مقابلة مع مجلة فرد عليه وثارت ضجة وغضب، والسؤال هو: ما الجنسية العربية التي فيها النساء الأقل جمالا؟ سؤال خبيث استدراجي كان الأحرى أن يزجر سائله وينهي المقابلة فورا، لكنه سقط في الفخ وشوّه صورته عند الكثير من المعجبين، دخل معركة هو في غنى عنها.
اليوم هناك السوشل ميديا فصار المشاهير أضعاف أضعاف السابق، وهؤلاء ليس لديهم خبراء أو أعوان كبعض المشاهير يعطونهم نصائح عن التعامل مع الإعلام والظهور بصورة حسنة وتفادي مزالق اللسان، وترى باستمرار هفواتهم ودخولهم معارك كان يمكن تفاديها فقط بالصمت.
لا أحد يريد هذا الصداع، تجنب معارك أنت في غنًى عنها!