تأليف: Klaus Schwab & Thierry Malleret
فكرة الكتاب: أثر فيروس كورونا على العالم من عدة أوجه، وتوقعات مستقبلية.
يستهلّ الكتاب بذكر الآثار الاقتصادية لفيروس كورونا، ومن ذلك مجهولية المستقبل، وقضية بأيهما تضحي أببعض الناس من أجل إنقاذ الاقتصاد أم العكس، النمو والتوظيف، السياسات الاقتصادية، التضخم، مصير الدولار.
بعدها يناقش الوضع الاجتماعي للوباء، أوضاع عدم المساواة بين الطبقات وكذلك بين الأثرياء والآخرين، وكيف أن الوباء جعل تلك الفروقات الطبقية أسوأ من قبل، والاضطرابات الاجتماعية التي استحثها الوباء مثل المظاهرات الضخمة التي انفجرت في أمريكا بعد مقتل الأسود جورج فلويد على يد شرطي أبيض (القشة الأخيرة)، وتضخّم المراقبة حول العالم في كل مكان بذريعة مكافحة الفيروس.
ينتقل إلى الآثار الجيوسياسية للوباء: العولمة والقومية (يعتقد المؤلفان أن الوباء سيقضي على العولمة وسيعزز القومية)، أثر الوباء على الدول الضعيفة والمنهارة، التعاون الدولي (لوحظ غياب التعاون الفعال بين الدول حتى بين الدول الأوروبية خاصة في أوائل الوباء، وضعف التنسيق هذا سيجعل أي كارثة مستقبلية أشد وطأة)، وجزء شيق عن أثر الوباء على التنافس بين الصين وأمريكا، ويقسمون أقوال الخبراء إلى 3 أقسام: قسم يعتقد أن الوباء أضعفَ أمريكا وقوّى الصين، وقسم يعتقد العكس، وقسم يرى أن كليهما أضعفه الوباء وأنه لا رابح هنا.
يمر بعدها على ما فعله الوباء للبيئة، والأمراض حيوانية المصدر، وكيف قلل الوباء من التلوث بشكل جذري مفاجئ، وأثره على السياسات المستقبلية التي تخص حماية البيئة.
القسم التقني يحكي عما فعله الوباء من تغييرات، فزاد سرعة الرقمنة، وحث الشركات على الأتمتة (بسبب غياب العاملين وقت الحجر وكذلك لأن الناس صاروا يخافون أن يختلطوا بالعاملين)، والقضايا الأخلاقية التي تبعثها الإجراءات الجديدة مل تطبيقات التتبع وجوازات الصحة وفقدان الخصوصية شبه التام الآن.
الجزآن الأخيران ينزلان للأرض ويركز فيها الكاتبان على قضايا أكثر تحديدا وأصغر نطاقا مثل: سلاسل الإمداد، علاقة الحكومات مع الشركات (الشركات الصغيرة والمتوسطة نجت من الهلاك فقط بسبب الدعم الحكومي في الكثير من الدول) وغيرها.
من الأجزاء التي أثارت تشويقي:
- أثر الفيروس على الصحة النفسية، فقد جعلها أسوأ بكثير من قبل، كان هذا أشد في أوائل الوباء لما كان كورونا هو الشيء الوحيد في الأخبار وأثار فزعاً شديداً. ما نتيجة الفيروس على الصحة النفسية؟ ليس واضحاً تماماً وقت نشر الكتاب لكن سيكون تأثيراً بالغاً، مثلاً في 2017-2018م كان أكثر من نصف الغيابات المرضية في بريطانيا بسبب أمراض النفس مثل الضغط والقلق والاكتئاب.
- مع انفجار الخوف في أوائل الوباء احتاج الناس إلى الناس، احتاجوا إلى من يسمعهم ويضمهم ويتعاطف معهم ويطمئنهم، لكن الذي حصل هو العكس، فكان يجب أن ينعزلوا، وفي هذا من الألم والمعاناة الأمر الكبير.
- ماذا حصل للأخلاق؟ يعتقد الناس أن الوباء سيجعل الناس تتعاضد وتتآخى وتتعاون لكن العكس يحصل، فالناس تزداد ريبة وبعداً! التعاضد يحصل في الكوارث الطبيعية. في أوبئة الفيروسات المعدية يزداد الناس أنانية وحفظاً لأنفسهم واشتباهاً في الآخرين.
- كيف شعر الناس بالوقت أثناء الحجر؟ هل هو طويل أبدي؟ أم مر بسرعة؟ للكثيرين كان مزيجاً من الاثنين.
- يغيب التفكير المنطقي في مثل هذه الأزمات ويتخذ الناس طريقة تفكير مبسطة: أسود أو أبيض.
التقييم: كتاب ممتاز وشائق مليء بالمعلومات والأسئلة المثيرة، مشكلته أنه كُتِب باكراً في الوباء (يونيو 2020م)، ولعل الطبعة الثانية تحوي المزيد من الإضافات.