الإبل من أعجب الكائنات! نزلت فيها الآية الشهيرة، لكن في الماضي لم يكن لديهم العلم الذي لدينا اليوم والذي أظهر لنا أمورا مدهشة في الجمل، منها:
– خلايا الدم الحمراء عند الجمل بيضاوية وليست دائرية كما عند بقية الثدييات، وفائدة هذا أنه إذا لم يحصل الجمل على الماء وبدأ جسمه في الجفاف فإن تلك الخلايا لديها سهولة أكثر في الحركة.
– أيضاً من ميزات الشكل البيضاوي أن الجمل إذا عثر على الماء وأخذ يشرب بِنَهم فإن الخلايا تتحمل انهمار كميات ضخمة من الماء داخل الجسم، فالجمل أعطاه الله القدرة أن يشرب 200 لتر من الماء في 3 دقائق! هذه كمية هائلة خاصة في هذا الوقت القليل، و الجمل يحتاج مثل هذه القدرات أي أن تكون لديه القدرة أن يتزود بكميات كبيرة من الماء بسرعة، ولو حاول كائن آخر ذو خلايا كروية أن يشرب نفس الكمية بنفس السرعة لما تحملت خلاياه هذا ولانفجرت ومات الكائن.
– كذلك من قدراته الفريدة: تحَمُّله لتقلبات حرارة الجسم. حرارة الجمل 34 درجة مئوية في الفجر وتزيد إلى 40 درجة في الظهر. ست درجات كاملة ولا يبالي! قارن هذا مع البشر، فحرارة جسمك تتغير فقط في حدود نصف درجة خلال اليوم، و لو زادت درجة واحدة شعرت بالحر والعطش والضيق، وإذا زادت 3 درجات صارت حياتك معرضة للخطر!
– أخطر شئ في زيادة الحرارة تأثيرها على المخ، لذلك ظهر اللباس العربي الذي يقي الرأس الشمس، أما الجمل ففي مخه شبكة أوعية دموية تعمل بطريقة خاصة (معاكسة جهة جريان الدم) فتُبرّد الرأس.
– الهدف الرئيسي لأنظمة جسم الجمل هو الاحتفاظ بأهم عناصر الحياة: الماء. لهذا لا يعرق الجمل إلا قليلا ولو اشتدت الحرارة، وحتى التعرق لا يتبخر من الشعر الخارجي بل على الجلد أسفل الوبر فتقل خسارة الماء.
– إذا زاد تعرّق الجمل وبدأ يخسر الماء فإنه يتحمل نقص 25% من مائه. في الكائنات الأخرى – ومنها الإنسان – إذا زاد الجفاف عن 14% توقَّف القلب.