هيا يا بائع إليّ به! 2 كيلوغرام من الأوكسيتوسين، وحبذا لو تكرّمت بإضافة بعض الدوبامين!
هناك ألف طريقة لتشعر بالمتعة والراحة، كل شخص له مقاسه وذوقه، أنت قد تستمتع بمشاهدة الكرة، أو تستمتعين بالفاشن، ربما متعتك في ألعاب الأونلاين، أو متجر فاخر، أو خلوة برية طبيعية، أو ساعة مع كتابٍ وكوب، أو حوار مع عزيز، أو المشي في مول.
بعضها تفعلها للمتعة، وبعضها للتنفيس، طريقة للتعامل مع الضغوط، قد تدركها، مثلاً أحتاج أن ألعب مباراة كرة مع أصدقائي لأن ضغط الاختبارات أو العمل زاد جداً وأحتاج التسلية، وقد لا تدركها، كضغوط العلاقات الشخصية، قد تعيش أو تعمل مع شخص يستفزك وينتقدك لكن صرت تشعر أن هذا طبيعي ولا مفر منه، فتحتاج التنفيس بلا إدراك واعٍ لماذا، لكن الشعور يؤزّك أزاً تجاه السينما أو المباراة.
من أفضل الطرق لاستحثاث شعور طبيب مريح هو العناق، ضمة من شخص تحبه 20 ثانية كفيلة بأن تجعل المخ يفرز هرمون الأوكسيتوسين والذي يجعلك تشعر بالراحة والاطمئنان، شعور مزيل للتوتر والقلق، حتى إنه من أفضل الطرق للتعامل مع المواقف الموترة، هل أنت على وشك أن تبدأ اختباراً أو تقدم كلمة أو تترأس اجتماعاً أو تلاكم أو تُسابق أو تنافس؟ قبل ذلك عانق أحد والديك أو أخاك أو أختك أو زوجك أو زوجتك أو أي شخص تحبه، وإذا لم تقدر فمن المدهش أن العلماء اكتشفوا أن مجرد تخيُّل هذا العناق يكفي! أغمض عينيك وتخيل أنك تعانق هذا العزيز أو العزيزة 20 ثانية، عش اللحظة، وسيفرز المخ الأوكسيتوسين الذي سيخفف التوتر ويبعثك على الاطمئنان والثقة.
البعض يفضل رشفات من الدوبامين من الشوكولاتة واللحم والقفز المظلي أو الشراعي أو القيادة السريعة، وهو شعور يجعل المتعة العارمة تجتاحك، لكن استحثاث الدوبامين بهذه الطريقة يجعله يظهر بسرعة ويختفي بسرعة، كأنه نزوة مراهق، عكس الأوكسيتوسين طويل المدى، ضع ثقتك في الأوكسيتوسين، هو الهرمون الذي يفرزه مخ الأم عندما ترى وليدها لأول مرة وتضمه، تبدأ روابط الأم والرضيع تظهر وتقوى، لذلك يحذر العلماء من فصل الأم عن وليدها في تلك اللحظات شديدة الأهمية، الجسور يجب أن تُبنى الآن بينهما لهذا الرباط المقدس، سيفرز المخ قَدر شاحنة من الأوكسيتوسين ليبنيها، اقتطع لنا منها 2 كيلوغرام، لعلنا نهنأ ولو قليلاً ببعض السكينة.