هل أنت جالس الآن؟ نصيحتي لك: قف! قف الآن على قدميك، واعزم ألا تكثر الجلوس من الآن فصاعداً!
منذ أن ظهر التلفاز والكمبيوتر والوظيفة فإن البشر صاروا يجلسون بالساعات وراء الساعات، فنحن نجلس خلال اليوم بمعدل 9 ساعات يومياً، وهذا أكثر حتى من الوقت الذي نقضيه نائمين (7 – 8 ساعات).
الجسم لم يُصمم للجلوس لفترات طويلة، بل الحركة المستمرة هي ما يريده الجسم ويحتاجه، وهذا ما كان يفعله البشر لآلاف السنين، والآن بدأت الجلسة الطويلة تؤتي ثمارها السامة، فمن يجلس أكثر من 6 ساعات في اليوم فإنه أكثر عرضة لأن يموت خلال 15 سنة وذلك بنسبة 15 %، عكس الشخص الذي يجلس لأقل من 3 ساعات في اليوم، العلاج الوحيد هو التقليل من ساعات الجلوس.
يبدأ الجلوس الطويل عمله بأن يزيد الوزن، فقد وجدت الدراسات أن السمينين يجلسون عادة ساعتين ونصف في اليوم أكثر من النحيفين، ومع زيادة الوزن تأتي مشاكل كثيرة معروفة بعضها تهدد الحياة، وأضرار الجلوس لا تقتصر على المدى البعيد بل تبدأ فوراً، فعندما تجلس على الكرسي فإن الحركة الكهربائية في عضلات الساقين تتوقف، وبعد ساعتين فإن الكوليسترول الحميد يهبط بنسبة 20 %، وبعد 24 ساعة تقل فائدة الإنسولين بنسبة الربع، ما يزيد احتمال الإصابة بمرض السكر، والإنسولين هرمون يفرزه البنكرياس لتنظيم الدهون والسكر في الدم.
المشكلة أن الجلوس الطويل صار لا مفر منه مع الوظائف المعاصرة، ولكن هناك حل، وهو الوقوف والحركة قدر الاستطاعة، فيمكن الشخص أن يمشي قليلاً حول المكتب أو يمط عضلات الجسم ويمددها، أما إذا لم يقصر الشخص جلوسه على المكتب وزاده إلى الجلوس في البيت أيضاً فإن هذا يضاعف المشكلة، فمن يجلس 3 ساعات يوميا أكثر عرضة من غيره لأن يموت، وذلك بنسبة 64 %.
نفس الدراسة وجدت شيئاً غريباً آخر، إلا أنه إيجابي هذه المرة، وهو أنه لا يحتاج الشخص أن يتحرك ليكافح أضرار الجلوس، بل وجدوا أن مجرد الوقوف فقط يكفي! نعم، الوقوف فقط يبدأ في تشغيل آليات حرق الدهون ويجعل انزيم لابيس ينتشر في الجسم ويواصل عمله، والوقوف أيضاً يحرق 60 سعرة حرارية في الساعة.