جالب الأسى

جالب الأسى.. هل مر عليك هذا النوع من الناس؟ إنه لا يرتاح إلا إذا ذكر شيئاً سلبياً يفسد مزاج الآخرين، ويجلب لهم الهم والغم، إنه شخص لطيف ظريف طريف، لكن متعته في إخماد الأفراح والتشكيك في الأخبار السعيدة والتخويف لمجرد التخويف، طبعٌ راسخ، من قوة رسوخه صار يفعله بلا شعور، حتى لو ذكرتَ له سلبيته رأى أنك تهاجمه وتبالغ في ردة فعلك!

ما أمثلة هذه النوعيات من الناس؟ كثير:

  • تخبره عن فرصة عمل أو تجارة أتتك فيخوفك من الانتقال ويشكك في مكان العمل الجديد.
  • إذا سمعَ أي شيء عن رحمة الله ومغفرته، يبادر بسرعة البرق بالتذكير أن الله شديد العقاب، ويسرد آيات الترهيب والعذاب وكأنه لا يجد متعته إلا فيها.
  • يمر عليه خبر يدعو للتفاؤل فيطعن فيه ويروي قصصاً سيئة حصلت تشير إلى أن هذا الخبر الجديد لن يحصل فعلاً أو أن تأثيره سيكون محدوداً، وهكذا لا يجب أن تتفاءل ولا تفرح.
  • إذا اجتهدتَ في إنقاص وزنك لا يلاحظ، وإذا زدتَ ولو قليلاً سارع يخبرك.
  • تسمع منه كلمة “لا” كثيراً، ليس كرفض بل ككلمة دارجة على لسانه.
  • ليس “لا” فحسب بل تمتلئ حصيلته بالكلمات السلبية، فتجد في مفرداته كلمات مثل “أكره” واللعن والشتم وألفاظ نابية مستمرة.

لا يشترط أن يكون جالب الأسى شخصاً تعرفه، بل تجده فيما تقرأ، فهو يحب تخويف الناس من كل شيء، يكتب لك في مصدر أخبار ليخوفك من السرطان ويبرزه وكأنه شديد الانتشار، أو مشكلات رجولية أو أنثوية، أو أضرار لأطعمة ومشروبات شائعة، أي شيء يقدر أن يفعله ليقلقك، هناك معلومة شهيرة وحقيقية، وهي أن ابتسامك ولو لم ترغب يكفي لإرسال إشارة لمخك والذي بدوره يبث شعور السعادة، ورأيت بعض تلك المصادر تزعم أن هذا محدود الفاعلية، وكأني أرى كاتب الخبر في قمة النشوة والطرب وهو يحاول أن ينزع حتى ابتسامة مصطنعة يدفع بها المكروب بعض همه.

يا جالب الأسى، أقلِع!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *