هل تعلم أنك كلما أمسكت بجوالك لتتفاعل مع الإنترنت والإعلام الاجتماعي فإنه يستعبدك شيئاً فشيئاً؟
الإنترنت نظام سريع لتقديم الجوائز كما يقول الكاتب العلمي نيكولاس كار، والتي تُسمّى في كلام علم النفس التعزيز الإيجابي، فهي تشجع تكرار تصرفات معينة، عندما نضغط على رابط نحصل على شيء جديد ننظر له ونتفحصه، عندما تستخدم «غوغل» تأتيك في لمحة عين قائمة من المعلومات الشيقة، عندما نرسل رسالة محادثة أو إيميلا نحصل على رد في دقائق أو ثوانٍ، مع «فيسبوك» نجذب المزيد من «الأصدقاء»، عندما نرسل تغريدة نكسب متابعين جدد، عندما نكتب تدوينة تظهر تعليقات.
تفاعلية الإنترنت صحيح أنها تعطينا أدوات لإيجاد المعلومات والتعبير عن أنفسنا والتحدث مع الآخرين، لكنها في نفس الوقت تحول الناس إلى فئران معمل تضغط باستمرار على أذرع لتحصل على حبيبات صغيرة من «الطعام» الاجتماعي. الإنترنت أيضاً تستحوذ على انتباهنا بشكل أكثر إلحاحاً من التلفاز والمذياع والصحيفة. انظر إلى غلام يرسل رسالة نصية إلى أصدقائه أو طالب جامعة ينظر لطلبات إضافة في فيسبوك أو تاجر يقرأ بريده أو نفسك أنت عندما تكتب كلمات في غوغل وتبدأ في متابعة قائمة الروابط، الذي تراه هو عقل ينصهر في وسطٍ رقمي، عندما نكون على الإنترنت فغالباً نحن غافلون عن كل شيء يحدث حولنا، العالم الحقيقي ينحسر بينما تعالج عقولنا طوفان الإشارات الرقمية التي يصبها علينا جهازنا، تفاعلية الإنترنت تقوّي هذا التأثير أيضاً، فلأننا غالباً نستخدم الإنترنت بشكل اجتماعي – نكلم أصدقاء وزملاء، نصنع ملف بروفايل، نرسل أفكارنا عبر تويتر أو تدوينات – فإن وضعنا الاجتماعي بطريقة أو بأخرى دائماً يشتغل ودائماً في خطر.
إن الإحساس بالذات الصادر من هذا – أو حتى الخوف – يدعم انهماكنا مع هذا الوسط، هذا ينطبق على الكل لكنه أقوى بشدة للأصغر عمراً، والذين عادة لا يقدرون أن يتوقفوا عن استخدام هواتفهم وحواسبهم لإرسال الرسائل والمحادثات، المراهقون اليوم يرسلون ويستقبلون رسالة كل عدة دقائق بلا توقف، يقول عالم النفس مايكل هاوزاور: الشباب والشابات لديهم رغبة واهتمام قوي لمعرفة ما يحدث في حياة قرنائهم بالإضافة إلى قلق قوي أن يكونوا خارج الموضوع ولا يدرون ما يدور بينهم، إذا توقفوا عن إرسال الرسائل فهم يخشون أن يكونوا مختفين.
ومما أراه فهذا ينطبق حتى على الكبار الآن، لم يَسلَم إلا الذي أدرك الجانب الشرير في هذه التطبيقات والإنترنت.