FUD

هل مر عليك هذا المصطلح من قبل؟

كلمة FUD اختصار لثلاث كلمات: الخوف Fear، الغموض Uncertainty، الشك Doubt. إنها استراتيجية شائعة، تستخدمها الشركات لأسباب كحث الناس على شراء منتجاتهم أو إفساد السوق على المنافسين، تُستخدم في السياسة – مرشَّح يشوه سمعة مرشح آخر-، وغير ذلك.

بيل غيتس أحد أغنى البشر اليوم، رجل طيب، لكن شركته مايكروسوفت لم تسيطر على سوق البرمجيات إلا بتنافسية افتراسية أساسها التخويف والتشكيك والتغميض، بدأت في الثمانينات لما جعلت مايكروسوفت نظام تشغيلها ويندوز 3 لا يعمل مع نظام تشغيل دوس الذي صنعه المنافسون وذلك بإظهار رسالة توهِم أن النظام غير آمن، فيضطر المرء أن يشتري نظام دوس من صنع مايكروسوفت، وبعد عشرات السنين من النزاع القضائي اضطرت مايكروسوفت إلى أن تتفق معهم خارج المحكمة ودفعت مبلغ 280 مليون دولار تعويضًا.

شركات برمجيات الحماية تستخدم هذا الثالوث كثيرًا، فتثير أقصى قدر من التخويف لكي تشتري برامج الحماية، وذلك بتضخيم مخاطر بسيطة أو اختلاق ثغرات وهمية، بل إن بعضهم إذا ضغطت رابط المعلومات، فإنه يشغل برمجية ضارة في جهازك!

في بعض الدول الغربية تنشط بعض المنظمات المتطرفة للتخويف من المسلمين بإشعال شرارات البغضاء عند بناء مسجد، فتظهر نداءات تزعم أن المسلمين يغزون بلادهم، وأنهم يمحون هوية البلد، والكثيرون لا يدققون في صحة تلك المزاعم ويتفاعلون معها بخوف، حتى إن بعضهم لما تشجع وزار بعض المساجد والمراكز الإسلامية غيّر رأيه تمامًا، بل إن بعضهم أسلم لما رأى اختلاف الواقع عن حملات التخويف.

في عالم السياسة من أشهر أمثلة التخويف والتشكيك والتغميض هو ما يسمى الرعب الأحمر، وهي حملة قادها سياسيون أمريكان في الخمسينات الميلادية لمهاجمة كل أميركي يُعتَقَد أن له علاقة بالشيوعية، التي بدأت تتعاظم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، فظهر السيناتور جوزيف مكارثي ونادى بانفعال جنوني باستجواب عدد لا محدود من الناس، وكثير منهم بريء، غير أن الأمم إذا اشتعلت فيها شرارة التخويف، فإنها تُلقي العقلانية وتنجرف مع الرعب الجماعي. وترى نفس الشيء بالضبط اليوم في قضية روسيا وأوكرانيا، حيث ينشط الإعلام الغربي لبث أطنان من FUD كل يوم ضد روسيا.

متى ما رأيتَ من يحاول أن يخيفك من شيء ما أو شخصٍ ما ففكر: ما هدفهم في النهاية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *