فيلم Free Guy زرع هذا السؤال في رأسي ولا أستطيع منه خلاصا، وربما أنت كذلك. هل أنت NPC؟
هذا الفيلم يحكي قصة رجل اسمه Guy، هو شخصية جانبية NPC في لعبة فيديو، لكنه بعد أحقاب من دوره الروتيني المبرمج يخرج من هذا الطور ويبادر لكي يشق حياته الخاصة رغم المصاعب والأخطار. كلمة NPC اختصار لكلمة Non Playable Character. في ألعاب الفيديو شاع هذا المصطلح، تحديدا الألعاب المفتوحة حيث تلعب أنت الشخصية الرئيسية وتنفذ مهام في المدينة أو تستكشفها، والناس حولك شخصيات جانبية، مثلا في اللعبة تمشي بشخصيتك في الشارع وتمر ببائع عنده كشك أطعمة فيلقي تعليقا عابرا مثل “هل تريد ساندويتش؟” أو امرأة تتبرم من مشترياتها الثقيلة وتتسخط من الجو قائلة “يوم حار!” أو يتوقف سائق سيارة ليهتف: “انتبه، هناك من يلاحقك!” وهكذا. هذه شخصيات جانبية لا تستطيع أن تلعب بها، مجرد جزء من الخلفية و من البيئة، مبرمجة لتؤدي أدوارا روتينية وكلمات معلبة.
وربما هذا أنت في الحقيقة. لعلك أنت NPC.
تأمل حياتك. هل تفعل ما تريد؟ هل تبادر لتحقيق أهدافك؟ هل تصارح بمشاعرك؟ ربما تريد وظيفة، ربما تريدين رحلة، أو لعل المرغوب شيء آخر مثل فرصة سانحة أو إنسانة رائعة أو تجارة أو أو وقت مع الصغار أو مهنة أفضل أو شغف تعشقه، لكن غصت في الروتين، أو شلّك الخوف، أو أنهكك القنوط، فصرت تنظر لمنالك بطرف عينك، ربما هو قريب ويحتاج بعض التشجع لكنك صرت شخصية ثانوية حتى في حياتك أنت. صار يومك مجرد أداء روتين متكرر، تقمع آمالك خشية عواقب تتوهمها أو لكيلا تضايق الآخرين أو لأنك رسخت في منطقة الراحة.
ماذا يجب أن تفعل لكي تكون مثل Guy؟ هو كَسَرَ الأغلال وخرج من طور الـNPC وصار الشخصية الأساسية في حياته بدلا من شخصية مساندة للآخرين الذين فعلاً يعيشون حياتهم، بل بسبب تَشجّعه صار Guy شخصية محورية في حياة محبوبته وحياة صديقه.
ماذا عنك؟ هل ستظل NPC مدى حياتك؟
قرارك.