هذا ما كنا نفعله فقط قبل سنتين:
– اِلبس الكمامة كلما خرجت، يجب أن تغطي فمك وأنفك، لا يكفي الفم.
– اغسل كل شيء تشتريه من الخارج بالماء والصابون. ارمِ الأكياس ولا تلمسها. اغسل يديك بعدها.
– خف من أي شخص يسعل ولو كانت شرقة ماء.
– احذر المصافحة، السلام بالإيماء أو الكوع، تباعدوا!
– اذعر لو شعرت بأي حرارة أو رشح أو ألم حلق أو ضيق تنفس.
– لا تخرج إلا لضرورة. وبعدها انعزل جبراً، ممنوع الخروج.
– خالطتَ مصاباً؟ اعزل نفسك فوراً في غرفة في بيتك، ولا تقارب حتى عائلتك. افحص. لا تخرج إلا بنتيجة سلبية.
اِفقد الأمل. كل العالم هكذا. لا مدرسة، لا اجتماعات عائلية، لا ترفيه، لا أسواق، لا سينما، لا زفافات، لا تَواصُل بشري طبيعي مثل المصافحة والعناق، حتى رفيقتك القهوة اليومية لا تقدر أن تخرج تشتريها. الأخبار تنذر بالمزيد من هذا البلاء.
وفيات بالملايين، متحورات مخيفة، رئيس أمريكا أصيب، رئيس وزراء بريطانيا نجا بمعجزة، لا أحد آمن.
تنظر للمستقبل وتقول: لا نهاية لهذا، وأنّى لبلاءٍ كهذا أن يزول؟ إنه ينتشر بسرعة مذهلة.
الأمور من سيء لأسوأ. قنوط.
وكأنما بنفس السرعة التي أتى بها هذا الغول الغامض…اختفى!
لم يختفِ تماما، ما يزال موضوعاً نتعايش معه، إنما لم يعد الهاجس العظيم الذي كان. لكننا نشعر كأنه زال، وهذا الأهم، المدارس فتحت، ضحكات الأطفال تملأ الحدائق والأسواق، العائلات تتزاور، الطائرات حلّقت، السياحة تنفّست، ومعها تنفّس البشر أول شهيق بعد اختناق.
عادت الحياة، وحُقَّ للجنس البشري كله أن يقول بلسان واحد:
“الحمد لله الذي أذهب عنا الحَزَن”.
ولعلنا بإذنه نقولها ثانية في دار الفرحة.