افطم نفسك من قوقل

ماذا ستفعل لو اختفى قوقل؟ كيف ستتغير حياتك لو أن هجمة سيبرانية استهدفت قطاعات ضخمة منها قوقل، وتعطلت كل خدماتهم؟

جيميلك يتعطل، لا إيميلات شخصية وربما تجارية.

بحث الانترنت مشلول.

يوتوب يموت، والكثير ينوح! الأطفال لا ترفيه لديهم الآن، ولا أنت إذا كانت تلك المقاطع هي مصدر ترفيهك الأساسي.

مدونة بلوغر أُغلِقت.

لا خرائط، تضطر أن تعتمد على ذاكرتك وحِسّك الملاحي.

قوقل دوكس ولّى بلا رجعة.

ملفاتك المحفوظة في قوقل درايف تبخّرت.

قوقل كيب مات، عليك أن تكتب الآن.

إعلاناتك التجارية في قوقل أدز ضُرِبَت.

التسوق عبر قوقل كَسَد.

كروم لا يعمل.

الأخبار لا لسان لها.

المساعد في جوالك خَرَس.

المترجم تجمّد.

الصُور انطفأت. 

التقويم توقف.

ما العمل الآن؟

الإنسان يتكيف بسرعة، لكن كلما زاد اعتمادك عليه زادت صعوبة تركه طوعاً، حتى يصير القسر الطريقة الوحيدة لتركه!

أسوأ من ذلك، حقيقة أنك عاجز بدونه، عندما تضع نفسك في موقف تعتمد فيه كليا على عنصر خارجي لا سلطان لك عليه، أنت تحت رحمته، إن يَمَّنَ يمّنت وإن شَمَّلَ شمّلت وإن تعطل تعطلت معه. تخيل أنك عيّنت مساعداً بارعاً، يدير مواعيدك وعمليات الشراء ويحل المشكلات ويفعل كل شيء تقريبا، ماذا ستفعل لو استقال؟ أدرت أمورك بدونه طيلة حياتك، منذ صغرك، لكن لما اخترت طوعا أن توكله كل شيء وضعت نفسك في موقف عجز. حتى كلمات السر البسيطة نسيتها لأنه تكفل بها!

هل تستطيع أن تفطم نفسك من قوقل؟ أم أنك وضعت كل البيض في سلتهم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *