«كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده».
هذا ينطبق على كل شيء تقريبا، بما فيه “باراسيتامول” الذي يشكل المكون الأساسي في بنادول\أدول\تايلنول\سولبادين، الشيء المفاجئ الذي وجده العلم أن الباراسيتامول لا يؤثِّر فقط على الآلام العضوية بل حتَّى النفسية، وتحديدًا الرفض الاجتماعي، كأن يشعر الشَّخص أنّه غير مرغوب به إذا ما حاول مصادقة أحدهم أو إذا رفضته امرأة. شعور الرفض شديد الألم على نفس أيّ إِنسان، الذي وجدته الباحثة نعومي آيزنبيرغر أن إشارات المخ – أثناء الشُّعور بالألم الاجتماعي – تماثل ما يحصل في المخ مع الألم العضوي كألم البطن أو الرأس، ولاحَظوا أن نفس المنطقة في المخ هي التي تتعامل مع كليهما. نفس الفريق العلمي أيْضًا قال: إن أصحاب الحساسية الأعلى للألم الحسي هم أيْضًا أشد تأثرًا بالألم النفسي، من تناولوا الباراسيتامول لثلاثة أسابيع شعروا بألم نفسي أقل لما قوبلوا بالرفض الاجتماعي، عكس الذين لم يتناولوه.
طبعًا لا يوصون بتناوله لهذا السبب. من يشير بتناول أيّ دواء هو الطّبيب المختص، ولكن السبب الحقيقي هو أنّه حتَّى أدوية تبدو بريئة كهذه في الحقِّيقة شديدة الضرر إذا أكثر منها، حتَّى إن الفشل الكبدي الحاد في الدول الغربيَّة سببه الأول هو الإفراط في تناول باراسيتامول، وهذه المسكنات البريئة المظهر هي القاتل الأول في الفشل الكبدي الحاد في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وغيرها.
شئ مخيف.
وهذه مصيبة إذا عرفنا أن الكثير من أطفالنا تعوَّدوا على تناول المسكنات بحريَّة متى ما أصابهم صداع أو ألم. مشكلته هو أنه سهل الشراء، رخيص السعر، متوفر دائما في الثلاجة أو في الدولاب، وأنه هو الحل لأي ألم. إذا لم يعرف الطفل أن هذا الدواء يجب أن يؤخذ بحذر وباقتصاد فهذا ما سيضر كبده، عندما يتجاوز الخط النحيل بين الجرعة المُشافية والجرعة المُمرِضة.