كبدك المعجزة

ضع يدك على معدتك، ثم ارفعها لما بين البطن والصدر واذهب بها إلى يمينك قليلاً. هناك شيء مدهش هنا، شيء يستحق كلمة «معجزة»: كبدك.

هل تعلم ماذا يفعل كبدك؟ هذا العضو المذهل يفعل أشياء كثيرة جداً، حتى إن العلماء عدّوا له أكثر من 500 وظيفة! إنه:

  • أكبر أعضائك الداخلية وأعقدها تركيباً من ناحية الأيض.
  • يحوي 300 مليار خلية متخصصة.
  • يفرز السائل المراري الذي يساعد في هضم الطعام.
  • مصنع كيميائي لا يجاريه أي مصنع آخر، فهو يستطيع تعديل أي مادة كيميائية.
  • هذا تخصصه، أي معمل مكافحة سموم، وقوّته هائلة، يحلل الكثير من الجزيئات السامة ويبتر أجزاءها الضارة أو يطردها كلها.
  • العضو الأول في مكافحة السموم، ولاحظ أنه يتصدى لها مهما كانت الطريقة التي دخل بها إلى جسمك، فسواءً دخل السم عن طريق التنفس أو اللمس أو الأكل أو الحقن فإن الكبد يهرع للمادة السامة ويحميك منها.
  • مستودع دماء، ويحوي عُشر كمية الدم الكاملة.
  • يضخ لتراً ونصف لتر من الدم كل دقيقة.
  • العضو الوحيد الذي يمكن أن يعيد إنتاج نفسه. إذا قُطِع جزء من الكبد فإنه ينمو، بل إنك تقدر أن تقطع ثلاثة أرباعه وسيعيد إنتاج نفسه!
  • العضو الوحيد الذي له مصدران دمويان: الشريان الكبدي (يأتي بالدم من القلب)، ووريد الكبد البابي (يأتي به من الأمعاء).
  • يحفظ مواد كربوهيدراتية مهضومة على هيئة جليكوجن يطلقه للحفاظ على مستوى السكر في الدم.
  • معمل لصناعة أنزيمات وبروتينات وفيتامين (أ) وعناصر تخثير الدم ومواد كثيرة. يخزّن فيتامين (أ) كمية تكفيك سنتين.
  • ينظّم هرمونات مثل أستروجين (هرمون الأنوثة) وهرمونات الغدة الدرقية.
  • يكافح العدوى بإنتاج مواد مناعية وإزالة البكتيريا من الدم.
  • يساعد في التخلص من كريات الدم الحمراء القديمة.
  • يصنع مواد تخثّر الدم.
  • يلعب دورا رئيسيا في عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.
  • يساعد في الحفاظ على تكوين الدم الصحي واتساقه.
  • يساهم في عملية الهضم من خلال إنتاج الصفراء (عصارة المرارة)، لهذا حتى لو استُئصلت المرارة فيمكن للكبد أن تعوّض مكانها.
  • يحول الأمونيا، وهو منتج ثانوي سام ناتج من التمثيل الغذائي للبروتين، إلى اليوريا ليتخلص منها الجسم بالبول.
  • يفكك الأدوية ليستفيد منها الجسم. عندما تشعر بصداع أو وجع وتأخذ مسكّن الألم فإن الكبد هو الذي يفككه ليأخذ منه النوافع. لهذا لا تُكثر من المسكنات لأنها تُرهق وتضر الكبد إذا كثرت.
  • يعمل كحارس للعناصر الغذائية الممتصة من الأمعاء.
  • يصنع الأنجيوتنسينوجين، هرمون يساعد تنظيم ضغط الدم.
  • يصنع الألبومين، وهو البروتين الأكثر وفرة في مصل الدم، والذي يحافظ على توازن السوائل.
  • يتضخم عند الحامل ليتعامل مع الضيف الجديد.

كل هذا يفعله عضو وزنه كيلوغرام ونصف فقط، مقارب لحجم قطة صغيرة أو كيس طحين!

لو حاول العلم صنع جهاز كهذا فسيكلف ثروة خيالية، وسيكون ضخماً ثقيلاً، يحتاج صيانة مستمرة وإصلاحات كثيرة وتغيير بطارية وو وو، ورغم هذا كله لن يستطيع أن يحاكي إلا القليل من وظائف الكبد، ولن يستمر بكفاءة لعشرات السنين (يعمل أكثر من 100 سنة كما عند المعمّرين).

وفي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *