العنوان يعارض بشدة اعتقادات مقدسة لدى الكل!
كيف يكون الحب وهماً؟ كيف للسعادة أن تكذب؟ لكنها الحقيقة، ففكرة الناس عن السعادة والحب خاطئة، مشوهة، ومكذوبة، حتى يمكنني أن أقول بثقة إن التعريفات الشائعة لهاتين الكلمتين محض كذب ووهم!
لنبدأ بالحب، يعتقد الغالبية أنه عندما ينشأ الحب العاطفي بين رجل وامرأة فهو مُغرق بالرومانسية والشاعرية والقلوب الحمراء والصفاء الدائم والأغاني الحالمة والأصابع المتشابكة، لكن متى كان الحب هكذا؟ هذا يناقض طبيعة تلك العلاقات البشرية أصلاً، واللوم يقع على الروايات والأغاني والأفلام التي تصور الحب العاطفي هذا التصوير غير الواقعي، ولو راقبنا العشرينية الحالمة (ولنسمّها ندى) وهي تتخيل حياتها مع فارس الأحلام، فكم ستُصدَم ندى لو حصل خلاف أو حتى صمت بينها وبينه، هذا يناقض فكرة ندى عن “الحب” وأنه يجب أن يصفو بنسبة 100 %! الحب الحقيقي أن يكون بينهما احترام وتقدير وإعجاب وعاطفة وانجذاب وتضحية، لا يلزم أن تكون هذه المشاعر مطلقة ودائمة، ترتفع الأصوات مرات، وتثور الخلافات تارات، ولكن لا يتخيل أحدهما حياته من دون الآخر، وهذا من أصفى الحب!
لنأتِ للسعادة، إنها ليست فرحة وطرب ونشوة دائمة كما يتخيل الكل، فالدنيا لا تخلو من منغّصات، والسعادة من أهم عناصرها أن تصفّي ذهنك من الاعتقادات المشوّهة التي تنزع من الكثيرين سعادتهم كل يوم، أفكار خاطئة غير عقلانية، منها:
- يجب أن أنجز إنجازات كبيرة وإلا أنا فاشل.
- يجب أن أروق للكل وإلا أنا فاشلة.
- علي ألا أخطئ أبداً.
- يجب أن يكون هناك شخص يحبني.
- أي رفض لي فهو علامة فشل.
- مشكلاتي أعقد من مشكلات الآخرين ولا يمكن حلّها.
- يجب أن أشعر دائماً بالثقة والفرحة.
- إذا لم يتقبلني شخص أو قال عني كلاماً فسينتشر هذا بين الجميع ويكرهونني.
وما إلى ذلك من خرافات غير عقلانية، إدراك وجود هذه الاعتقادات الجامدة ومعرفة أنها خاطئة ولا تتلاءم مع طبيعة الإنسان من أهم عناصر السعادة، حتى لو مرت بك لحظات كل يوم فيها ضيق أو حزن أو قلق،
يمكن لكِ أن تبكي بسبب خلاف معه ومع ذلك تُصنّفين ممن حياتهم مملوءة بالحب! يجوز لكَ أن تشعر بضيق الصدر وبعض القلق ومع ذلك تُصنَّف ضمن السعداء!