درجة النجاح هي العدو

ابتعد عن درجة النجاح!

في المدرسة كانت هناك نقطتان هامتان في طيف الدرجات: النجاح، التفوق.

 درجة النجاح هي “أضعف الإيمان”، أقل درجة تحصل عليها لتنجح، مثلا 60 من 100 لو كانت 59 هي درجة الرسوب، وبدرجة واحدة فوقها تتنفس وترتاح أنك اجتزت. إنك لا تمد عينيك لما هو أبعد لو كنت ضعيف الهمة، تريد تلك الدرجة بأدنى مجهود ولو بالغش، هي الغاية، أما عالي الهمة فلا يبالي بدرجة النجاح بل يريد درجة التفوق.

ما هي بعض أمثلة عقلية “درجة النجاح” في حياتنا اليومية؟

الكثير من الناس صار يمارس الرياضة وهذا جيد، لكنهم يمارسونها بنفس العقلية. ما هو تبرير شاب في الثلاثينات مثلا يمشي نصف ساعة كل يوم ويرجع كأنه منتصر؟ جسمه يستطيع أن يفعل أضعاف ذلك! يستطيع الجري والحديد والتسلق والجمباز، لكنه لا يريد إلا درجة النجاح، أقل شيء مقبول، فلا يمارس إلا رياضة المرضى والعجائز في الغرب، بل الكثير من كبار السن حول العالم ينجز أكثر مما ينجز شبابنا، هناك مقطع لياباني عمره 100 سنة وهو يجري في مضمار رياضي، عجوز أمريكية في التسعين تمارس الأثقال والهرولة واليوغا.

في حياتنا اليومية، نجد أمثلة لا حصر لها لعقلية “درجة النجاح”. الطالب الجامعي الذي يذاكر ليلة الامتحان فقط ليجتاز بالكاد، الموظف الذي يؤدي الحد الأدنى لتجنب اللوم، من يرسل رسالة نصية في المناسبات أو يحضر تجمعًا عائليًا بدلاً من تخصيص وقت حقيقي للأصدقاء والأقارب، من يكتفي بطرح منتج دون تحسينه أو تسويقه بينما آخرون يحولون مشاريع صغيرة إلى إمبراطورياتK من يشرب القهوة سريعًا صباحًا دون الاستمتاع بها، من يكتفي بدقائق من تصفح الأخبار بدل تخصيص وقت لفهم ما بين السطور وما تحت السطح.

تلك مجرد أمثلة لعقلية درجة النجاح، إنها عقلية تنطبق على كل حقلٍ عقلي أو علمي أو جسدي، لِنَنشُد درجة التفوق لا درجة النجاح لكي لا نَئِد عقولنا وأجسادنا حية، درجة النجاح لو نظرت لها من هذه الزاوية لرأيت أنها أقرب للفشل – وهل بينها وبينه إلا درجة واحدة؟ -، هي العدو فاحذرها!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *