نعتاد على الدول المعروفة والمقاربة لنا، لكن الكثير لا يعرف أن لبعضها تواريخ مثيرة للاهتمام، منها باكستان.. ماذا تعرف عنها؟
احتل البريطانيون الهند 200 سنة، هذا ما أثار غضبا للكثير من أهلها بكل أديانهم ولغاتهم: هندوس، مسلمون، سيخ، نصارى. بعد أن ارتفعت الأصوات المطالبة بإنهاء الاحتلال البريطاني تفتق الدهاء الإنجليزي عن خطة جديدة لحُكم الدولة الضخمة: “فرِّق تسُد”، أشعلوا الفتن بين الطوائف المختلفة في الهند، وأججوا البغضاء بين الهندوس والمسلمين، والمنطق – الذي نجح فعلاً – هو التالي: إذا تفرغوا لقتال بعضهم فسيتركوننا نحكم بسلام.
اشتعلت النعرات والفتن وحصلت اصطدامات، بل مذابح بين الجانبين، فعزم المسلمون على الانفصال عن الهند، فأتى الإنجليز برجل اسمه سيريل راد كليف Cyril Radcliffe، محامٍ إنجليزي لم يرَ خارج أوروبا أبدا بل لم يتجاوز شرق باريس في حياته، واضطلع بمهمة بسيطة قبل أن ترحل بريطانيا وتعطيهم استقلالهم: تقسيم دولة ضخمة! رسم سيريل الخطوط التي أنشأت باكستان الغربية (غرب الهند) وجزءا آخر شرق الهند، بين الجانبين 2200 كلم. حصلت أكبر هجرة في التاريخ البشري، فهاجر 7 ملايين مسلم من الهند إلى باكستان، وترك 7 ملايين هندوسي باكستان إلى الهند، وفي خضم هذا كله مات وقُتِل مليون إنسان، وحصلت حرب ثورية عنيفة عام 1971م فيها استقلت باكستان الشرقية عن الغربية وغيّرت اسمها إلى بنغلاديش، والغربية هي جمهورية باكستان الإسلامية التي نعرفها اليوم.
باكستان أول دولة مسلمة نجحت في صنع السلاح النووي، ويسكنها أكثر من 212 مليون مسلم، أكبر عدد سكان مسلمين في العالم بعد إندونيسيا، العجيب أنها تحوي طائفة اسمها كالاش، دينها وثني قديم ويعتقدون أنهم من سلالة الإسكندر الأكبر، وترى فيهم البشرة البيضاء والعيون الزرق.
وأخيرا، أشهر شيء عن باكستان، وهو اسمها، فهل تساءلتَ عما تعنيه كلمة باكستان؟ في أوائل تأسيسها كانت الفكرة أن تحوي أقاليم ومناطق متنوعة، وعلى هذه المناطق أُسّس اسم باكستان، وهي: “ب” من بنجاب، “ا” من أفغان (إقليم هناك غير دولة أفغانستان)، “ك” من كشمير، “س” من سند، والجزء الأخير “تان” من بلوشستان.
وأخيراً فإن باكستان في اللغة الأردية تعني “أرض الطهارة” أو “أرض النقاء”، لكن لا نعرف إن كان هذا مقصوداً أم لا، وربما تكون مصادفة موفقة!