“الخاسر الأكبر” برنامج تلفازي أمريكي عبارة عن مسابقة للسمينين في فقدان الوزن، يقسمونهم إلى فريقين ويحاول كل فريق أن ينحف قدر الاستطاعة، ومن يخسر أكبر وزن يفوز.
فكرة طريفة، وما تجده في هذا البرنامج صعوبة النحافة، فقدان الوزن صعب ويتطلب تغيير نمط الحياة والتفكير، حينها يصير أسهل، لكن ما يزيده صعوبة هو أن الشحوم كلما طال ارتباطها بالخلايا صار التخلص منها أصعب، السمين الذي اكتسب وزنه في 3 سنين سينحف أسهل ممن اكتسبه في 20. مزعجة لكنها حقيقة.
لما أتى الرسول عليه الصلاة والسلام بالرسالة أكثر من اتبعه في البداية شباب، وعاند الكثير من الكبار وجحدوا بشراسة، طال جلوسهم على التراث الباطل وأغلقوا عقولهم دون أي شيء عداه.
الرابط بين الاثنتين السابقتين: طول الأمد، يطول الوقت فترسخ الأشياء: ترسخ الدهون في الخلايا، يرسخ الباطل في النفوس، من شب على شيء شاب عليه، أنت نفسك أضمن أن جذورك تنزل ببطء في شيءٍ ما، ربما الإنترنت، كلما طال استخدامك للسوشل ميديا أدمنت التواصل مع البشر بهذه الطريقة غير الطبيعية ولا تحتمل الاجتماعية الحقيقية، بل إذا صرت مع الناس تمد يدك إلى جيبك كل عدة دقائق لتكمل ردودك وقراءتك في واتساب، تويتر، انستغرام، سناب شات.. إلخ.
إذا طالت عزلتك صعب عليك أن ترجع للاختلاط مع الناس، تكافح لكي تصنع علاقة ورابطا مع زوجة أو صديق أو زميل، تضطر للمجاملة والتصنع وحفظ السطور كالممثل، تشعر أن صنع تلك الروابط لا يمكن أن يأتي طبيعيا عفويا، ستصير ممثلا بقية حياتك.
كلما أغلقت عقلك وتوقفت عن قراءة الأفكار والآراء التي تخالفك زدت جمودا، بل وأزيد أنك زدت إملالا لغيرك، الجامد في آرائه غير المتقبل لأي شيء خاصة لو كان ضحل المعرفة لهو من أسوأ الناس معشرا، دقائق بسيطة معه كفيلة بأن تقتلك ضجراً، لا جديد لديه، لا شيء شيق أو ظريف، بَنَت العنكبوت البيوت داخل مخه، بل حتى هي أنذرها بصرامة وهي تعشعش: إما أن توافقي كل آرائي وإلا اخرجي!
كل هذا من طول الأمد يؤدي لما لا تُحمد عقباه إذا لم ينتبه له المرء، قال الله في الآية 16 من سورة الحديد: «وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ».
أجدت الكتابة ف أصبتَ القول .. لكن هل من مُصابٍ يقرأ هذا الصواب فَ يٌصاب ؟!