محفظة الرجل وحقيبة المرأة تحويان أهم الوثائق، فيهما تضع الأوراق النقدية والوثائق الحكومية والبطاقات البنكية وأي أوراق مهمة مثل بطاقات أناس ومعارف وشركاء، ولو أن المحفظة أو محتويات الحقيبة سُرقت لكانت كارثة قاصمة للظهر، أليس كذلك؟
هذا ما يعتقده أغلب الناس وأنا منهم، إلى أن حصل لي ذلك! كنت سائحاً خارج البلد منذ بضع سنين، وبعد المشي في المدينة المزدحمة اكتشفت أن محفظتي سُرقت! ما أسوأ الشعور! عدت ومشّطت المنطقة، ظننتها وقعت على الأرض، بحثت في كل المناطق التي مشيت فيها أو حتى اقتربتُ منها، المقهى، الممر الصغير، الساحة، محل ملابس دخلته لثوانٍ، كل مكان ممكن، تلاشت بلا أثر، أثناء اجتيازي ممر المشاة امتدت يد لص وسرقت محفظتي، وكانت ورطة عظيمة.
لكن عندما أنظر وأتأمل أجد أنها لم تكن تلك المصيبة الهائلة التي كنت أتخيل، فالبطاقات البنكية أعدت إصدارها، والوثائق استخرجتها بدل فاقد، ولكن الأوراق النقدية تبخرت طبعاً ولا استرجاع لها، لحسن الحظ لا أحمل الكثير منها في العادة. لكن بينما كنت أتنقل من محل إلى محل وأسأل الباعة إذا ما رأوا محفظتي كان بجانبي في أحد المحلات سائح صيني سألهم أيضاً عن شيء سُرق منه، ليس محفظته بل جواله، ولما فكرت وجدت أن وضعه أسوأ من وضعي بكثير، حتى إني قلت: كم أنا سعيد أن محفظتي التي سُرِقت وليس الجوال!
صارت حياة كل منا متركزة إلى درجة عظيمة في هذا المستطيل الصغير: فيه صورك وذكرياتك، أرقام معارفك ومصالحك، محادثاتك وفواتيرك وبرامجك، كلماتك السرية، بريدك الإلكتروني، القائمة لا تنتهي.
الموقف هذا يحصل للكثيرين من الناس كل يوم، فهل أنت جاهز لو حصل لك؟
ماذا ستفعل لو ضاع أو سُرِق جوالك؟
مع نظام مزامنة البيانات لم يعد فقدان الجوال يشكل اي مشكلة اشتر جهازا جديدا وبالإيميل تستعيد كل بيانات الجوال المسروق كذلك تستطيع اغلاقه عن بعد فلا يستفيد منه السارق
صحيح لكن مع ذلك ستبقى أشياء لا تُسترجع غالبا، مثل إعدادات الجهاز وتفضيلات التطبيقات وأمور أخرى متعددة.