باربرا سيلكستون، امرأة في رحلة!
إنها رحلة تحقيق، فقد تزوجتْ مرتين فشلت كلتاهما، هذا غير رجلٍ أحبته في صباها وتركها.
أغمّها هذا. لكن التَفَتت حولها فرأت نفس الشيء: الحب يحتضر في أميركا، ونصف الزواجات تنتهي بالطلاق. الآن وأنت تقرأ حصل طلاق! كل 13 ثانية يحصل طلاق. الزواج هناك يلبث عادة 6-8 سنين فقط، ورغبتْ معرفة جواب: لماذا لا يتوافق الرجال والنساء في أمريكا؟ لماذا الحب يعاني؟
حاورَت رجلاً تعرفه وأخذتْ رأيه عن الحب، ثم آخرين، ولم يكفِها هذا، فمازالت ترى العلاقة بين الجنسين تتهاوى، فأخذت على عاتقها حوار 1000 رجل عن الحب! حاورَت رجلاً تلو الآخر عن الحب والزواج، فمَن يقول إن المرأة غدّارة بطبيعتها، أو هي متكبرة، تناوعت الآراء، لكن اشتركوا في كثرة مشاكلهم مع المرأة، فهذا مُطلَّق، وذاك أعزب أربعيني، وهؤلاء فقدوا الرغبة في زوجاتهم، وأحدهم في ثالث زواج، وهكذا. اشتدت عليها المحاورات لِما تراه من لا مبالاة الأميركي بالحب واستخفافه بالمرأة، ومع احتقاره للأميركية ولحبها عجزت أن تكمل، وتوقّفَتْ عند 527 مقابلة.
السؤال الجوهري الذي سألته باربرا كل الرجال هو المذكور في العنوان: هل أنت مستعد أن تضحي بحياتك لامرأةٍ تحبها؟
الإجابة المدهشة: أكثر من 97 % قالوا “لا”! بل بعضهم متزوج منذ عشرات السنين وحتى هؤلاء رفضوا. صدمة أليمة لباربرا.
أنا كذلك تفاجأت، فأقل من ثلاثة في المئة نسبة معدومة، وعلى ما لديهم من مناداة وتَغنٍّ بمساواة المرأة وقيمتها وكثرة هجومهم علينا في شؤون المرأة إلا أن منزلتها الحقيقية تظهر في مواقف مثل هذه، هذا وهي الزوجة والحبيبة! وأخبرها أحد الخبراء أن من أكبر أسباب المشكلة المساواة المطلقة، فكان الرجل مسؤولاً عن أنثاه ويحفظها، وبالتالي يعطف عليها ويحبها، أما اليوم فيرى أنها شريك مساوٍ، والأميركية هي التي نادت بهذا فكان وَبالاً عليها.
انظر للفرق في شأنها بيننا وبينهم. لما عرفتُ أن الرجل هناك يرفض التضحية لمحبوبته تذكرتُ حديث: “من قُتل دون أهلِه فهو شهيد”. دينك يمجّد أن تضحي بحياتك دفاعاً عنهن.
إرثٌ عظيم.
أعتقد أن لو أنه أخذت آراء زوجات عن ما إذا كانت مستعدة للتضحية بحياتها من أجل شريكها لكانت النسبة ليست بعيده (مع اتفاقي معك على نقطة المساواة المطلقة جريمة بحق المرأة).
استنتاجي من مقالتك هو انعدام قدسية الزواج واهتمام كل طرف بالآخر هو بسبب سهولة التعدد بالعلاقات بين الجنسين قبل وأثناء الزواج، فلا يمكن لشخص عاش حياته ببوفيه مفتوح وبيوم وليلة يكمل بقية حياته على طبق واحد.
هنا تكمن أهمية تقيد المجتمع بتعاليم الدين.
تحياتي..
ربما، ولن نعلم إلا لو أخذنا الآراء فعلاً، ولا أدري إن كان تعدد الشركاء العاطفيين في حد ذاته هو السبب، لكن أن يرفض الشخص التضحية حتى لمن يحب يتناقض مع صورة الحب التي تزعمها أغانيهم وأفلامهم وأفكارهم.