المخرج ألفريد هتشكوك لم يكن مجرد مخرج، فقد كان يظهر كممثل في كل أفلامه، ومخرجون آخرون مثل مل بروكس وأورسن ويلز كذلك كتبوا لأنفسهم أدوارا، ومن الأمثلة الشهيرة السلبية المخرج فرانسيس فورد كوبولا لما عمل على الجزء الثالث من فيلم العرّاب، وحصلت مشكلة مع الممثلة وينونا رايدر ففُصِلَت من الفيلم ووضع مكانها ابنته صوفيا، مما أحدث ضجة واستياء وناله الشتم واتهامات المحاباة وكاد هذا يقتل فيلمه، وربما ساهم في التقييمات السلبية التي أتت لما ظهر واحتقار الكثيرين له (رغم أن الفيلم نفسه ممتاز وإن كان لا يرقى لمستوى الجزئين الأولين)، وما تزال صوفيا تتذكر هذه الأزمة بألم، وصارت هي نفسها مخرجة بارعة فيما بعد.
ليس مستغربا أن يقوم الشخص (أو ابنته!) ببطولة فيلمه، لكن كما قال أحد الحكماء المعاصرين، إياك أن تكون بطل فيلمك! لا يقصد الأفلام السينمائية بل الفيلم الذي في مخيلتك، الذي تكتبه أنت وتصوره، فيلم سلبي، مخيف، مقلق، لا يحصل لك فيه إلا الأذى والشر.
تركب الطائرة فتتخيل أن كارثة ستحدث رغم أن هذا شبه معدوم ولا يكاد يحدث وعشرات الآلاف من الرحلات تقلع وتهبط كل يوم بلا بأس. هذا الفيلم الذي أخرجتَه وكتبت فيها لسيناريو وقمت ببطولته لا يحدث فيه إلا كوارث! حتى إنك لو أردت أن تتخيل “سيناريو” إيجابيا فعليك أن تجاهد نفسك وتركز بشدة لتتصور هذا.
هل عليك أن تقدم كلمة أو “برزنتيشن” في العمل؟ تظهر في فيلم عقلك أنك سترتبك وتخطئ ويسخرون منك وتصبح أضحوكة.
ربما ستلتقي بأناس جدد؟ الفيلم الذي يدور في رأسك أنك ستتوتر أو لا تعرف التصرف أو الكلام فيأخذون عنك فكرة سلبية تستمر للأبد.
اختبارات قريبة؟ مهما كنتَ مستعداً للاختبار، الكثير يتصارع مع الفيلم الذي يبثه دماغه فيُظهِر أنه سيرسب في الاختبار وبعدها ليس إلا الفشل والمهانة والسقوط، مما يزيد الاختبار ضغطا ومشقة.
هذه أمثلة قليلة من الأفلام التي يكتبها الناس لأنفسهم ويقومون ببطولتها، دائماً سلبية، والنصيحة الواضحة هنا: لا تكن بطل فيلمك!