الغرق في اللاشيئية

الكثير من الناس مغمور بشيءٍ ما: ديون، حب، هم، حماس، تعاطف، عامل من العوامل يجتاح حياتك وتفكيرك، خاصة لو كنتَ من أصحاب الطبيعة الإدمانية التي تتعلق بالأشياء بشدة، إلا أن المفارقة أن أحد أسوأ وأثقل الأشياء التي يمكن أن تغمرك هو.. لا شيء.. كيف؟

يمكن للاشيء أن يكون أثقل وأغم شيء!

اللاشيئية هي أن تشعر بفراغ في مكان تحتاج ألا يكون فارغا، فراغ في قلب يحتاج الحب، فراغ في وقت يحتاج الإنجاز، والأسوأ في رأيي فراغ في حياة تحتاج هدفا ومعنى.

إنه استيقاظٌ على انغماس في اللاشيء، لا معنى للحياة، لا مغزى للوجود، لا طريق واضح تسير عليه، سفينتك تتقاذفها أمواج اللاشيئية بلا منارة، لاشيئية خانقة، كأنها نار الإيثانول الخفية التي تشتعل وتحرق ولا تراها، لاشيئية تجتاح وجودك وتُغرق كل خلية من خلايا دماغك وكل قطعة من روحك.

ماذا تفعل مع عدو لا تراه؟ أين توجه سهامك؟

يا له من إحباط وضياع، حتى لربما تتمنى عدواً حقيقياً كأسد أو إنسان أو عاصفة أو دَين، أي شيء تستطيع أن تراه وتُعرّفه وترى أين يبدأ وينتهي، أي شيء ليس لا شيء!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *